نظرية النشوء والتطور!

داروين..القرد!
"كلما نظرت إلى الطاووس شعرت بالغثيان.."!
تشارلز داروين
نظرية النشوء والتطور هي النظرية الوحيدة التي لا تعتمد على أي أدلة علمية، وهي النظرية الوحيدة التي يعتمد أنصارها على طرق غير مقبولة مثل التزوير والخداع لإثبات صحتها بعيدا عن الطرق العلمية السليمة، وربما هي النظرية العلمية الوحيدة أيضا التي تتعارض مع الأديان بطريقة لم يسبق لها مثيل، حتى صارت مقرونة بالإلحاد لأنها تنفي مبدأ الخلق، ولهذا كانت هذه النظرية بعينها مصدر شك ومجادلات وصراع دام لسنوات طويلة، حتى إنه لم يحدث في تاريخ العلوم كلها أن حظت نظرية بكل هذه الشهرة والارتباك العلمي في نفس الوقت.
نظرة على نظرية التطور
في العصر القديم، ظهر عند اليونانيون عقيدة فلسفية مادية تعتبر إن الإنسان عبارة عن " كومة من المادة" -فلسفة "أبيقور"-، وإنه مجرد حيوان وجد بالصدفة، وبالصدفة امتلك العقل، وتعد حياته الماضية والحاضرة والمستقبلية لا وجود لها وإنما هي مجرد وهم يعيش فيه الكون!..
كانت مجرد نظرية فلسفية أخرى لا رأس لها ولا قدم، ولكنها وجدت في القرن الثامن عشر الفلاسفة الملحدين يعيدون اكتشافها، قبل أن ينسج علماء ومفكرون أبحاثهم كلها عليها حتى صنعوا منها ثوبا عظيما، ولكنه مليء بالثقوب، أمثال "كارل ماركس" و"تشارلز داروين" و"سيجموند فرويد"، ولم تعد بعدها مجرد فكرة فلسفية قد تؤمن أو لا تؤمن بها، بل أيدلوجية فكرية لابد أن تؤمن بها لكي تستوعب العلوم التي قامت على تلك النظرية!.

انحناء الظهر الى استقامته
وتقوم النظرية ببساطة على فكرة ارتقاء الخلية الوحيدة عبر ملايين السنين لتصل إلى أرقى أشكال الحياة وهو المخ البشري، وذلك عبر سلسلة من التطورات.

ولا أشك أن "تشارلز داروين" قد جلس محمر العينين مغبر الوجه، يداعب لحيته الشعثاء وهرش في شعره المنكوش أكثر من مرة، وهو يبحر على متن السفينة الإنجليزية (H.M.S BEAGLE)، عام 1832، ولمدة خمس سنوات، ويرى وينبهر بالأحياء وأعدادها وتنوعها، ويحاول في صعوبة تفسير قوانين الوراثة التي لم يكن العالم النمساوي "جريجور مندي" قد اكتشفها بعد، وبالنسبة لرجل هاو في مجال علوم الطبيعيات، حيث لم يتلق تعليما رسميا، أخذ يسرد في خياله عالما مكونا من خلية وحيدة نشأت بالصدفة، ومنها انحدرت مختلف أنواع الكائنات وتغيرت صفاتها وملامحها تكيفا مع الطبيعة التي تعيش فيها، وربما في أثناء ذلك قرأ نظرية العالم الفرنسي "لاماك" التي تقول إن الصفات المكتسبة تورث من جيل لآخر، بمعنى أن الزرافة ظلت تحاول الحصول على الأوراق من أغصان الأشجار الأعلى حتى طالت رقبتها، ومن هنا ورثت الصفة من جيل لآخر!.
ثم وضع نظرية الانتقاء الطبيعي بجانب نظرية "لاماك"، ونظرية الانتقاء الطبيعي هي نظرية علمية مقبولة تقول إن الأحياء الأكثر تكيفا مع موطنها تسود، وتندثر الأقل تكيفا، وقد وضع "داروين" فقرة أخرى من النظرية وهي أن الأحياء تزداد تطورا وتعقيدا مع الزمن، بمعنى أن الذراع لم يكن مقسما إلى يد وعضد وأصابع في البداية، بل كتلة واحدة، ثم بدأ في التطور من تلقاء نفسه، ولكن هذه النظرية لا يمكن أن تفسر تطور المخ مثلا، فهل كان في البداية كتلة هلامية لا فائدة منها، قبل أن تتطور تبعا لنظرية الانتقاء الطبيعي!.

طبقاً لنظرية التطور..!
ثم وضع بجانب هاتين النظريتين نظرية الطفرات، وهي تدعي حدوث تطورات أو تحورات عشوائية نتيجة الصدفة في جزء D.N.A (الشفرة الوراثية)، أو بسبب تأثيرات خارجية مثل الإشعاع الذري أو التفاعلات الكيميائية، ومن هنا تتغير المعلومات على الشريط الوراثي، وتحدث الطفرات، وقد نسي أتباع "داروين" مسألة أن الطفرات دائما ما تكون ضارة، لأن شريط D.N.A معقد جدا، وأي لعب عليه يؤدي إلى نتائج مأساوية، (انظر إلى ما حدث نتيجة الإشعاع الذري في هيروشيما أو تشيرنوبل)، حتى إن كل الطفرات المعملية التي قام بها العلماء لم تصمد طويلا وماتت النتائج أو عادت لطبيعتها الأصلية، كما أن بعض الطفرات تؤدي إلى نتائج شاذة وغريبة، مثل بروز ذراع من الظهر، فهل يمكن أن يحدث التطور عبر طفرات ضارة؟!.
وعبر تلك النظريات بدأ "داروين" في نشر كتابه "أصل الأنواع" عام 1859، ليقول إن الإنسان أصله قرد، والحمامة أصلها سلحفاة، والحصان أصله كلب، وهكذا!..
وقد جاءت النظريات العلمية الحديثة لتنفي إمكانية حدوث هذه النظرية، ولكن المؤمنين بنظرية التطور يطوعون الأدلة والنظريات العلمية لحساب نظرية التطور، دون أي سند علمي.
وقد اعتقد "داروين" أن أكثر الأجناس البشرية تقدما هم الأوربيون، وأن هناك سلالات لم تتطور بعد بالقدر الكافي، وظهرت عنصريته واضحة كريهة عندما علق قائلا:
"في فترة مستقبلية ليست بعيدة، سيأتي اليوم الذي تستأصل فيه هذه السلالات (يقصد الزنوج وسكان أستراليا الأصليين) من على وجه الأرض، وعلى الأجناس المتحضرة أن تقوم بهذه المهمة، وتحل محلها في كل أنحاء الأرض"!.
نقد النظرية
يقول أنصار النظرية الداروينة إن الحياة نشأت بالصدفة، وإن البروتين "العنصر الأساسي للحياة" قد نشأ بطريقة الصدفة، على الرغم من استحالة هذا الفرض لصعوبة تركيب هذا الجزء الأصغر، ناهيك عن صدفة نشوء خلية كاملة.. ونجد أن نظرية التطور هي النظرية العلمية الوحيدة التي تعتمد على التخمينات، فلو وجد عنصر يؤيد نظرية التطور واحتماله صفر، وعنصر آخر يعارض النظرية واحتماله مليون في المئة، لأخذ أنصار التطور احتمال الصفر، وهكذا نجد أن أنصار النظرية نفسها قد نقدوا أنفسهم أكثر من مرة، وهم في محاولات دائمة لترميم النظرية عقب كل اكتشاف علمي ينسف النظرية من أساسها.
حتى "داروين" كان يقول إنه بمرور الزمن كان يفقد حماسته للنظرية التي وضعها بنفسه، حتى إنه قال ذات مرة "أشعر بالغثيان كلما نظرت إلى عين كائن أو ريش الطاووس"، نظرا لعدم قدرته على تفسير تطور العين من كائن لآخر على الرغم من أنها تؤدي نفس الغرض تقريبا، وعدم قدرته على تفسير جمال ريش الطاووس، ولماذا هو جميل إلى هذا الحد على الرغم من عدم وجود ضرورة تطورية لهذا؟!.

ثلاثية التطور المزعومة
وكل العلماء العظام أنكروا النظرية الداروينية أو نظرية التطور، دون حتى أن ينظروا إليها بعمق أكبر، لأن نظرتهم العبقرية إلى العلوم أدت إلى نظرتهم بخشية وخشوع إلى خالق هذه العلوم وخالق عبقريتهم وخالق الكون، فمثلا يقول "آينشتاين": "لا أتصور عَاِلمًا حقيقيا دون إيمان حقيقي"
ويقول "ماكس بلانك": "العبارة المنقوشة على باب معبد العلم هي: تحل بالإيمانٍِ؛ فالإيمان من صفات العالم الحقيقي".
ولعل أشهر عالم معاد لنظرية التطور في الوقت الحالي هو العالم التركي "عدنان أوكتار"، الذي أثرت مقالاته في نبذ فكرة التطور من عقول كثير من العلماء، وكانت بمثابة مسامير ضخمة تدق في النعش الذي يعد على مهل لهذه النظرية.
بين نظرية التطور والشيوعية المادية
أكد "كارل ماركس" في كتابه "رأس المال"، أن نظرية التطور لـ"داروين" شكلت جانبا جوهريا من المادية والشيوعية، وقد أهدى إليه أشهر أعماله "رأس المال" حتى إنه كتب إليه في صدر الطبعة الأولى يقول "من محب مخلص إلى "داروين".."!.
وقد اعتنق هذه النظرية معظم قادة الشيوعية والفاشية والنازية، وقد اعتبروها المخرج النفسي الوحيد للمذابح الرهيبة التي قاموا بها، على أساس أنهم حيوانات تقتل حيوانات، أو على أساس نازي بأنهم الأصل أو على مرتبة أعلى في سلم التطور.
تشارلز روبرت داروين Charles Robert Darwin..

عالم طبيعيات بريطاني ولد في إنجلترا 12 فبراير 1809 وتوفي 19 أبريل 1882، واكتسب كل شهرته من نظريته المثيرة للجدل "نظرية التطور"، وأشهر كتبه هي "أصل الأنواع" 1859، وكتاب "سلالة الإنسان" و"دودة الأرض".

وقد دفن في كاتدرائية "وستمنستر" في لندن إلى جانب "إسحق نيوتن".

منحنى تصاعدي لأشكال التطور
في هذا الموضوع نتعرف على سلسلة الارتقاء التي يعتقد أتباع نظرية التطور أنها صنعت العالم الذي نعيش فيه الآن.
أساطير النشوء
يقول د."مصطفى محمود" إنه لو ترك قرد وشأنه لمدة أربعة مليارات عام مع آلة كاتبة، فستجد مما كتبه قصيدة شعر لشكسبير، ربما كان هذا صحيحا بالنسبة لقصيدة شعر، ولكن ماذا عن صناعة الحياة؟!
يفترض أنصار نظرية النشوء والتطور أن الحياة نشأت بالصدفة، وأن الكون استمر في حركته الأبدية "الحساء الكوني" لمدد غير معلومة، فتجمعت الجزيئات غير الحية وغير الواعية، قبل أن تؤدي الصدفة إلى تكون الخلية فنشوء الحياة، وتتبقى الأسئلة التي لا حصر لها، أي صدفة؟؟ من أنشأ الكون؟؟ كيف يمكن أن تتكون الحياة من قبل صدفة؟؟ بل كيف نصدق هذه المزاعم؟؟ خاصة أن معظم دعاة التطور لم يوافقوا على هذا السيناريو المزعوم!.
وقد بدأ "داروين" في صياغة هذه النظرية قبل اكتشاف التركيب المعقد للغاية للخلية، وكذلك جزيء البروتين الذي يتكون من آلاف الأحماض الأمينية، إذ أن احتمال هذه الفرضية مثل قذف عملة مليون مرة في الهواء والحصول على نفس الوجه!. وحتى إذا حدث وحصل وجاء نفس الوجه مليون مرة، فببساطة هل يمكن أن يحدث هذا بالصدفة، أم بتدخل واعٍ؟!. فترك علماء التطور احتمال الخلق وهو بالطبع يساوي مليار في المائة، واتجهوا إلى احتمال الصدفة الذي يساوي صفر!!..
وهكذا نجد أن دعاة التطور قد تغاضوا على هذه النقطة، وبدأوا نظرياتهم الحديثة من بداية تدعي أن الكائنات (وجدت) في الماء، قبل أن تنتقل إلى اليابسة، وهذا ما يبطل نظريتهم من الأساس!.
سجل المتحجرات
إذا كان ما افترضه "داروين" صحيحا، فالسؤال ببساطة هو ماذا عن جثث المخلوقات الأخرى التي عاشت قبلنا وانحدرنا نحن من سلالتها؟.. أين آثار أقدامها وحياتها السابقة؟.. هناك تبعا لنظرية الطفرات ونظرية الانتقاء الطبيعي مليارات من الحلقات الوسيطة لشكل الحياة الحالي، أين جثث هذه الحلقات؟..

أساطير التطور
اخذ أتباع "داروين" في الحفر بحثا عن الجثث المتحجرة لهذه الحلقات، فالمفترض تبعا لقانون "داروين" أن نجد تمساحا بجناحين، أو عصفورا بأربع أرجل، أو إنسانا بعين في قفاه، ولكن كل المتحجرات التي عثر عليها أتباع "داروين" أظهر أن الحياة ظهرت كاملة على كوكب الأرض فجأة، دون تطور أو خلافه، فالإنسان خلقه الله إنسان، والقرد خلق كقرد، دون وصلات أو لحام أو حلقات خيالية!..
وقد اعترف عالم المتحجرات "ديرك آجر" الإنجليزي وأحد كبار دعاة التطور قائلا:
"لقد فحصنا سجل المتحجرات مرارا وتكرارا، ولكننا أيقنا عدم وجود تطور تدريجي، بل انفجار فجائي للأحياء كمجموعات نوعية".
سلسة التطور
التطور على قفزات..
مع التطور الهائل في العلوم الطبيعية وخاصة علم الرياضيات الحيوية، أضحى ثوب نظرية التطور التدريجي لـ"داروين" عبارة عن خرقة بالية يتمسح بها من لا يجد ثوبا نظيفا، لذا ظهرت نظرية تدعم فكرة التطور على قفزات أو التوازن المتقطع، فقد زعم العالم "شايندلوف" أن التطور حدث عندما خرج من بيضة أحد الزواحف طائراً!. وهكذا فسر هذا العالم كل الطفرات التي حدثت على كوكب الأرض، فقد خرج التمساح من بطن قنفد، وخرجت الحيتان من القلقاس!.. ويعلق العالم "هارون يحيى" على هذه النظرية ساخرا: "إذن القصص القديمة عن تحول الضفادع إلى أمراء كانت حقيقة علمية"!.
الخروج من الماء إلى اليابس!
تقول النظرية إن بعض الكائنات المائية قد شعرت بالجوع نتيجة قلة التغذية الموجودة في البحار والمحيطات!. هكذا تقول النظرية، فخرجت تستكشف اليابسة فوجدتها مكانا صالحا للحياة، وهكذا استقرت وتطورت لتغدو السمكة كائنا برمائيا!.. وتدعم هذه النظرية مجموعة من الرسوم أعدها أنصار النظرية كدليل علمي لا يدحض!.. وتبدأ النظرية بالقول بأن بعض اللافقاريات البحرية قد تحولت إلى أسماك عظمية، قبل أن تتحول إلى برمائية، ثم تغادر البحر إلى اليابسة!. ولم يثبت سجل المتحجرات هذا الافتراض حيث لم يتحصل أي عالم على أي دليل على صحة هذه الفرضية التي تعتمد على الرسوم المتحركة، خصوصا مع استحالة هذا الحدث نفسه.
ومن الأرض إلى السماء
يقول أنصار نظرية التطور أن اللافقاريات عندما غادرت الماء إلى اليابسة، نمت وتطورت، قبل أن تطير!.. هكذا دفعة واحدة، ولكن الحيرة تظهر على وجه أي عالم دارويني عندما تطالبه بشرح الطفرة التي أدت إلى وجود الجناح في جسد الطائر، هذا فضلا عن تطورات أخرى لابد أن تصاحب هذه الطفرة لكي يطير الكائن البرمائي، مثل وزن العظام وتركيب الرئتين وريش الجناحين!..

أحد الكتب المسيحية التي تفند ادعاءات داروين
ويدعي دعاة التطور أن الزواحف تحولت إلى ثدييات بمرور الوقت، ولكن العلماء وجدوا أن الثدييات ظهرت في وقت واحد، وهو العصر " المازوزيكي"، الحصان مع الفأر مع القرد، دون تطور أو حلقات انتقالية.
ويقول عالم الحيوان "إريك لامبارد" على هذه النقطة:
"ستكون خيبة الأمل حليفا لأولئك الذين يبحثون عن أي علاقة تطورية بين الثدييات".
والإنسان أصله قرد
وجد عبر التاريخ أكثر من ستة آلاف نوع من القرود، يوجد منها الآن 120 نوعا فقط، فإذا جلبنا مجموعة من جماجم القردة المنقرضة، ووضعنا بينها مجموعة من الجماجم الغريبة لأناس عاشوا يوما على ظهر الأرض، بحيث تكون الجماجم من الأصغر إلى الأكبر، وفي النهاية نضع جمجمة إنسان عادي، فسيصيح أي عالم تطوري قائلا :" الإنسان أصله قرد"!.
وقد قامت هذه النظرية على عظمتي فك غريبتي الشكل وجدهما أحد العلماء، فتم عمل سلسلة لتطور الإنسان من قرد إلى بشري، قبل أن يكتشف أن عظمتي الفك هما لقرد عادي، فتم استبعاد الدليل على سلسلة التطور، وبقت السلسلة قائمة تعمل بغير دلائل كأنها فرضية ثابتة لا تقبل الجدل كوجود الشمس أو البرد في فصل الشتاء!.
وتبدأ السلسلة المزعومة بنوع من القردة يسمى القرد الجنوبي أو "لوسي"، وقد ظهر في إفريقيا منذ 4 مليون سنة وحتى مليون سنة سابقة، وهذه القردة تشبه الشمبانزي، طولها لا يتعدى 30 سم، ثم جاء بعده الإنسان القادر على استخدام الأدوات "إنسان رودلوف"، وهو أكبر حجما في الجسم وفي مساحة الجمجمة، وهو يمشي منتصبا ويستطيع استخدام الأدوات، والذراعان والقدمان طويلان، ثم يأتي بعد ذلك الإنسان منتصب القامة بالكامل، ثم الإنسان البدائي، ثم الإنسان العاقل، ثم الإنسان العصري..

كتاب أصل الأنواع
والغريب في هذا التصنيف أن أفراد هذه السلسلة عاشوا في فترة واحدة، بل إن بعضها لايزال يعيش حتى هذه اللحظة، فالقرد الجنوبي أو "لوسي" مازالت بعض أنواعه موجودة حتى الآن، والجنس الذي يطلق عليه الإنسان العاقل، نجده في جنس بشري عادي جدا اسمه "البوشمان" يعيش في إفريقيا وبينهم العلماء والمثقفون، ووفقا لهذه النظرية أيضا فإن الإنسان العاقل ظهر على سطح الكوكب منذ 400 ألف سنة، والغريب أن أقدم حفرية موجودة للبشر، تنتمي إلى إنسان عادي تماما اسمه "طفل توركانا" وهو إنسان مرفوع الهامة منتصب الجسم ذو عقل طبيعي وطوله كان سيبلغ 180سم مع بلوغه، وعمره 12 عاما وأطرافه مكتملة، أما عن عمر الحفرية فهو مليون ونصف مليون سنة!.
الحفيد قبل الجد!
أما الأغرب فإن سجل المتحجرات يسجل بدقة وجود كوخ عمره 1.7 ملايين عام أكتشف في أوائل السبعينيات، والكوخ من صنع إنسان عاقل يشبه كثيرا الأكواخ التي يستخدمها الأفارقة حتى الآن، كما سجل وجود طبعة لآثار قدم في تنزانيا عمرها 3.7 مليون عام، وهي لإنسان عادي مثلي ومثلك يمكن أن يميز أي طفل في الثالثة من عمره أنها لإنسان عاقل، إذن فسجل المتحجرات ذاته التي يعتمد عليه التطوريون في نظرياتهم الخيالية، يقوض تلك النظريات ويدل على عكسها، فكيف يمكن للحفيد أن يوجد قبل الجد، إلا في أفلام الخيال العملي طبعا، وباستخدام آلة الزمن!
وقد سجل بعض العلماء ملحوظة مهمة في هذا التطور المزعوم، وهو أنه حسب تلك السلسلة فقد كان الإنسان منحني الظهر ثم استقام، فما الذي يجبره على هذا؟.. إن القردة والدببة ومختلف الحيوانات تسير على أربع في منتهي السهولة، ولا يمكن أن يكون انتصاب القامة قد تم لأي سبب تطوري، بل إن الإنسان خلق على هيئته هذه، وهناك أسئلة أخرى مثل لماذا فقد الإنسان الحالي الفراء؟؟ لماذا تعلم الكلام؟؟ لماذا امتلك الأدمغة الكبيرة العاقلة؟؟ ولكن علماء التطور يواجهون هذا المأزق بعبارات من قبيل "علشان كده"!.